سورة آل عمران - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} وفي تسميته بالمسيح قولان:
أحدهما: لأنه مُسِحَ بالبركة، وهذا قول الحسن وسعيد.
والثاني: أنه مُسِحَ بالتطهر من الذنوب.
قوله تعالى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ} وفي سبب كلامه في المهد قولان:
أحدهما: لتنزيه أمه مما قُذِفَتْ به.
والثاني: لظهور معجزته.
واختلفوا هل كان في وقت كلامه في المهد نبياً على قولين:
أحدهما: كان في ذلك الوقت نبياً لظهور المعجزة منه.
والثاني: أنه لم يكن في ذلك الوقت نبياً وإنما جعل الله ذلك تأسيساً لنبوتّه.
والمهد: مضجع الصبي، مأخوذ من التمهيد.
ثم قال تعالى: {وَكَهْلاً} وفيه قولان:
أحدهما: أن المراد بالكهل الحليم، وهذا قول مجاهد.
والثاني: أنه أراد الكهل في السنّ.
واختلفوا: بلوغ أربع وثلاثين سنة.
والثاني: أنه فوق حال الغلام ودون حال الشيخ، مأخوذ من القوة من قولهم اكتهل البيت إذ طال وقوي.
فإن قيل فما المعنى في الإخبار بكلامه كهلاً وذلك لا يستنكر؟ ففيه قولان:
أحدها: أنه يكلمهم كهلاً بالوحي الذي يأتيه من الله تعالى.
والثاني: انه يتكلم صغيراً في المهد كلام الكهل في السنّ.


قوله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عَيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: يعني من أنصاري مع الله.
والثاني: معناه من أنصاري في السبيل إلى الله، وهذا قول الحسن.
والثالث: معناه من ينصرني إلى نصر الله.
وواحد الأنصار نصير.
{قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ} اخْتُلِف في تسميتهم بالحواريين على ثلاثة أقاويل:
أحدها: انهم سُمُّوا بذلك لبياض ثيابهم، وهذا قول سعيد بن جبير.
والثاني: أنهم كانوا قَصَّارين يبيضون الثياب، وهذا قول ابن أبي نجيح.
والثالث: أنهم خاصة الأنبياء، سموا بذلك لنقاء قلوبهم، وهذا قول قتادة، والضحاك. وأصل الحواري: الحَوَر وهو شدة البياض، ومنه الحواري من الطعام لشدة بياضه، والحَوَر نقاء بياض العين.
واختلفوا في سبب استنصار المسيح بالحواريين على ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه استنصر بهم طلباً للحماية من الكفار الذين أرادوا قتله حين أظهر دعوته، وهذا قول الحسن، ومجاهد.
والثاني: أنه استنصر بهم ليتمكن من إقامة الحجة وإظهار الحق.
والثالث: لتمييز المؤمن الموافق من الكافر المخالف.
قوله تعالى: {فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} فيه قولان:
أحدهما: يعني صِلْ ما بيننا وبينهم بالإخلاص على التقوى.
والثاني: أثْبِتْ أسماءنا مع أسمائهم لننال ما نالوا من الكرامة.
قوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ واللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} فيه قولان:
أحدهما: أنهم مكروا بالمسيح عليه السلام بالحيلة عليه في قتله، ومكر الله في ردهم بالخيبة لإلقاء شبه المسيح على غيره، وهو قول السدي.
والثاني: مكروا بإضمار الكفر، ومكر الله بمجازاتهم بالعقوبة، وإنما جاز قوله: {وَمَكَرَ اللَّهُ} على مزواجة الكلام وإن خرج عن حكمه، نحو قوله: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} [البقرة: 194] وليس الثاني اعتداءً، وأصل المكر: الالتفاف، ولذلك سمي الشجر الملتف مكراً، والمكر هو الاحتيال على الإنسان لالتفاف المكروه به.
والفرق بين المكر والحيلة أن الحيلة قد تكون لإظهار ما يعسر من غير قصد إلى الإضرار، والمكر: التوصل إلى إيقاع المكروه به.


قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: معناه إني قابضك برفعك إلى السماء من غير وفاة بموت، وهذا قول الحسن، وابن جريج، وابن زيد.
والثاني: متوفيك وفاة نوم للرفع إلى السماء، وهذا قول الربيع.
والثالث: متوفيك وفاة بموت، وهذا قول ابن عباس.
والرابع: أنه من المقدم والمؤخر بمعنى رافعك ومتوفيك بعده، وهذا قول الفراء.
وفي قوله تعالى: {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} قولان:
أحدهما: رافعك إلى السماء.
والثاني: معناه رافعك إلى كرامتي.
{وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} فيه قولان:
أحدهما: أن تطهيره منهم هو منعهم من قتله.
الثاني: أنه إخراجه من بينهم.
{وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} فيه تأويلان:
أحدهما: فوقهم بالبرهان والحجة.
والثاني: بالعز والغلبة.
وفي المعنيّ بذلك قولان:
أحدهما: أن الذين آمنوا به فوق الذين كذّبوه وكذَبوا عليه، وهذا قول الحسن، وقتادة، والربيع، وابن جريج.
والثاني: أن النصارى فوق اليهود، لأن النصارى أعز واليهود أذل، وفي هذا دليل على أنه لا يكون مملكة إلى يوم القيامة بخلاف الروم.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9